لا حديث هذا المساء في الشارع المغربي إلا عن “جذري القردة”، بعدما أعلنت وزارة الصحة اليوم الاثنين 23 من الشهر الجاري، عن تسجيل 3 حالات مشتبه فيها بالمغرب.
الخبر أعاد كابوس فيروس كورونا إلى الأذهان، حيث انطلقت التساؤلات حول التدابير التي قد يتخذها المغرب في القادم من الأيام أو القادم من الساعات، خاصة وبالتأكيد إن عادت إختبارات الحالات الثلاثة المشتبه فيها إيجابية، وتأكد الخبر الكابوس، فهل سيغلق المغرب أجواءه وحدوده بسبب فيروس القردة؟
وكأنّ العالم لم يعرف من قبل علاجاً ناجعاً لمرض الجذري المرعب، أو ينفق مليارات الدولارات لشراء لقاحات تقاوم المرض، وقبلها يضخ مليارات أخرى على الأبحاث والمعامل لاكتشاف دواءه.
ببساطة، عدنا إلى نقطة الصفر، واختلطت كلّ الأوراق والتوقعات، وبدأ الجميع يعيد حساباته بعدما كان يحصي الأرباح والخسائر من أسوأ أزمة صحية عرفها التاريخ الحديث، أزمة فيروس كورونا.
وصرح الدكتور الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، لموقع “آشكاين”، أنه “حسب المعطيات العلمية المتوفرة حاليا حول المرض وحسب المعطيات الوبائية في المغرب وغير المغرب فليس هناك أي داعي للتشديد في الإجراءات أو إقفال المجال الجوي”.
وأضاف الدكتور حمضي، أن “فيروس جذري القردة معروف منذ عقود والحالات التي سجلت وطرق تشخيصه معروفة، كما لا ينتقل من إنسان إلى إنسان إلا عن طريق إحتكاك لمدة طويلة، ومنه فليس هناك ما يدعو لعودة الحجر فالأدوية موجودة واللقاحات موجودة”.
واسترسل حمضي، أن “ازدياد حالات المرض وانتشاره بسرعة بين الأشخاص هو ما يشكل قلقا وعلامة استفهام لدى السلطان الصحية، غير هذا فليس هناك ما يدعو للقلق، والحجر يكون حجرا منزليا على المصابين لمدة 21 يوم”.
ولحدود الساعة سجل عدد من الدول الأوروبية، خلال الأيام القليلة الماضية، ارتفاعا ملحوظا في عدد الإصابات بفيروس جدري القرود، ليصل العدد الإجمالي لتلك الدول إلى 15 دولة. إلا أنه لم تعلن أي دولة عن تشديد الإجراءات أو توقيف الرحلات.
يذكر، أن تصريح د. معاذ المرابط المنسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بخصوص الوضعية الوبائية للمرض الفيروسي “جدري القردة” بالمغرب، أورد هذا المساء أن الحالات الثلاثة المشتبه فيها لمرض جذري القردة المسجلة هي في صحة جيدة وتوجد تحت المراقبة الطبية، إلى غاية عودة التحليلات ونتائجها.
هذا وقد استنفرت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية، ومسؤولو وأطر المركز الوطني لعمليات الطوارئ، لرصد وتتبع الحالة الصحية للقردة بعد جردهم من طرف السلطات المحلية والمصالح البيطرية المختصة، ومراجعة مختلف البيانات الوبائية وتوصيات منظمة الصحة العالمية بخصوص تطورات جدري القرود.
وفي السياق ذاته، أبلغ مسؤولوا الصحة عن أكثر من 100 إصابة مؤكدة بجدرى القرود في عدة دول أوروبية، وتم الكشف أن معظم الإصابات بجدري القرود في اسبانيا مرتبطة بمهرجان حضره 80 ألف شخص من المثليين وثنائيي الجنس بحسب ما نقلته صحيفة “دايلي ميل” البريطانية.