بالقدر الذي تعتصر فيه القلوب ألما وكمدا، حزنا على الطفل “ريان” الذي لازال يقاوم “الموت” بكل شجاعة داخل “جب” ضواحي إقليم شفشاون، بالقدر الذي أثلجت هذه القضية الصدور فرحا وسرورا، والكل يعاين حجم التضامن الكبير الذي عبرت عنه الشعوب المسلمة من المحيط إلى الخليج، وكأن محنة “ريان” جاءت لتلم شتات “أمة” مزقها مكر الساسة والسياسة.
ففي المغرب كما في الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا وغيرها من الدول العربية، ذابت كل الخلافات والمشاحنات السابقة، وتحولت قضية الطفل المغربي “ريان” إلى مصدر اهتمام كل الشعوب المسلمة من المحيط إلى الخليج، وسط ترقب شديد، في انتظار خبر انتشاله حيا يرزق، من قبل فرق الإنقاذ التي تسارع الزمن وتبذل مجهودات جبارة وكبيرة جدا لإنقاذ “ريان”.
وقد عاين موقع “أخبارنا” عن كثب، حجم التضامن الواسع الذي عبر عنه مواطنون من جنسيات مسلمة مختلفة، ظلت تتابع هذا القضية من أولها إلى اللحظة، ولعل بحثا بسيطا عبر “اللايفات” التي بثتها بعض المواقع الإخبارية الزميلة، كفيل بأن يبرز كيف كان لقضية “ريان” دور كبير في توحيد الصفوف ولم شتات هذه الأمة، خاصة أشقائنا في الجزائر الذين واكبوا تفاصيل هذا الحادث المؤلم لحظة بلحظة، ورفعوا أكف الضراعة إلى العلي القدير من أجل “ريان”، ولم تصدهم في ذلك كل الخلافات السياسية التي طفت أخيرا على سطح علاقات البلدين الجارين، وقد صدق الحبيب “محمد” صلى الله عليه وسلم حين قال “الخير في أمتي إلى أن تقوم الساعة”.