قبل ما ينهاز 13 سنة، وتحديدا في شهر غشت من عام 2009، تابع المغاربة حادثة شبيهة بما حصل للطفل ريان في دوار إغران بإقليم شفشاون، حيث سقط رضيع يبلغ من العمر 15 شهرا بقناة لصرف المياه في ساحة “باب الأحد” بالرباط؛ إلا أن نهاية القصة لم تكن مأساوية، إذ عاد الطفل إلى والديه سالما معافى بعد ساعات استغرقتها عملية الإنقاذ.
خوف وأمل، حزن وفرح، ومشاعر متناقضة عمت مكان الحادث، فحبس الشاهدون على الواقعة أنفاسهم، وارتفعت الأكف إلى السماء ترسل دعاء إلى القدير، في انتظار نتائج اشتغال رجال فرق الوقاية المدنية الذين حلوا بعين المكان على وجه السرعة، واستمر عملهم لأزيد من أربع ساعات، كانوا يحرصون خلالها على مد الطفل بالأوكسيجين.
وكما بدا من خلال متابعة عملية الإنقاذ فإن الأخيرة كانت معقدة؛ لكنها كللت بالنجاح، لتنتشل عناصر الوقاية المدنية الرضيع أمام تصفيقات المواطنين الذين تجمهروا بمكان الحادث؛ في مشهد يبدو “مكررا” لمن تابعوا “حاد إغران” قبل أيام؛ وإن كانت الواقعة الأخيرة أكثر تعقيدا.
ملامح والد الطفل، كما ظهرت على شاشات الكاميرا التي نقلت تصريحاته، بدت مخطوفة من هول الصدمة؛ لكنها تداركت الابتسامة بعد سماع خبر نجاة ريان الرباط، حيث رافق طفله إلى سيارة الإسعاف لتلقي الإسعافات الضرورية ومن ثم إلى المستشفى للاطمئنان على صحته.
وكانت وسائل الإعلام المغربية قد نشرت قصة الطفل الرضيع الذي يحمل الاسم ذاته لطفل شفشاون، وتابعت العمل الذي قام به آنذاك رجال الوقاية المدنية لإنقاذ الطفل، طيلة 4 ساعات ونيف، باعتمادهم على حفر مدخل مواز للقناة التي يحتبس داخلها الطفل، ومن ثم سحبه إلى الخارج.
أربع ساعات من الحفر والتدقيق في هذه الحالة، وسط بنية جيولوجية ثابتة أكثر من نظيرتها في “إغران”، تنفس بعدها أفراد أسرة “الرضيع ريان” والمواطنون المحيطون بموقع الحادث الصعداء، بعد أن كانوا قد فقدوا الأمل في استعادة الطفل حيا يرزق.
وحسب تصريحات شاهد عيان، وقتها، فإن الطفل كان يلعب بجانب نافورة الساحة الرباطية الشهيرة، وكان يحاول الاقتراب من المياه المتدفقة؛ لكن المحيطين به لم ينتبهوا إلى البالوعة التي سقط فيها.