ما يزال مئات من الطلبة المغاربة بأوكرانيا يتوجهون إلى المناطق الحدودية التي سبق أن أعلنت عنها السفارة المغربية في محاولة للهروب من الحرب والقصف المحدق بهم بالمدن الأوكرانية، وبينما وجد بعضهم وسيلة تنقلهم إلى هذه المناطق، ما يزال آخرون عالقين.
وحسب المعطيات التي حصلت عليها هسبريس، فإن السلطات الأوكرانية تسمح لمن يحمل بطاقة “طالب دولي” بالمرور، وبالتالي لا مشكل في هذا الجانب، لكن المشكل الذي يواجه البعض هو وسيلة السفر إلى المدن الحدودية.
ونقل أمين الصالحي، طالب مغربي، بعض تفاصيل سفره رفقة عشرات الطلبة على متن القطار في رحلة من المفترض أن تدوم 27 ساعة للوصول إلى الحدود السلوفاكية، انطلقت ليلة الأمس، منها مشاهد لمئات الطلبة مكتظين على متن القطار وكلهم أمل في الوصول سالمين إلى مناطق تضمن لهم العودة إلى أحضان عائلاتهم في نهاية المطاف.
ونقلت سلمى الكيرام أيضا مشاهد سفرها المستمر إلى حد الساعة، موردة أن الطلبة المتواجدين بخاراكوف حاولوا أن يستغلوا توقف القصف من أجل الهرع للسفر والتوجه إلى المناطق الحدودية التي أعلنت عنها الدولة المغربية. وأوصت الطلبة المغاربة بأن يسارعوا حين انقطاع القصف للبحث عن سيارة أجرة للتحرك إلى محطة القطار، مؤكدة أن سائقي سيارات الأجرة يعرفون كيفية التحرك ومدى أمان الطريق.
في المقابل، أكد زياد الزرهاني، طالب بمدينة روبينجي روكانسك أوبلاست، أنه لا وجود لوسيلة نقل يسافرون على متنها، قائلا: “رغم محاولاتنا البحث عن وسيلة لإيصالنا إلى المناطق المرغوبة، إلا أننا لم نفلح، بل تم النصب علينا، فرغم تأديتنا ثمن التذاكر يبعثون إلينا برسالة مفادها أنه لا يمكن التحرك في الوقت الحالي وأن المبلغ المالي لا يمكن إرجاعه إلا بعد عشرة أيام”.
وتابع قائلا: “نحن هنا حوالي 25 شخصا، لا نستطيع التحرك. المرجو المساعدة لإجلائنا من هنا وإيجاد حلول لنا”.
وقال المركز المغربي لحقوق الإنسان إنه توصل بمعطيات جديدة تتعلق بفرار المئات من الطلبة المغاربة (طلبة وطالبات) من المدن الأوكرانية، التي يتابعون بها دراساتهم الجامعية، كمدن خاركوف، دنيبرو، زابوريجيا وغيرها…
وأضاف المركز ضمن نداء عاجل أنه “نظرا لما قد يعترض هؤلاء الطلبة والطالبات في رحلتهم وخلال وصولهم إلى تلك المعابر الحدودية، سواء تعلق الأمر بقلة التموين أو الأفرشة أو قلة السيولة المالية أو مشاكل في أوراق هويتهم، أو ما قد يتعرضون له من أذى لا قدر الله، فإن المركز المغربي لحقوق الإنسان يناشد وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والجالية المغربية بالخارج تعبئة سفاراتها ببلدان الجوار الأوكراني، من أجل العناية بطلبتنا وطالباتنا، خاصة وأنهم معرضون لا محالة إلى إنهاك شديد، جراء السفر لمسافات طويلة، والانتقال مشيا على الأقدام نحو المعابر الحدودية لأكثر من عشرة أميال، وذلك من خلال إحداث وحدات متنقلة خاصة لاستقبالهم، واتخاذ التدابير اللوجستية والطبية اللازمة لمساعدتهم والتخفيف من معاناتهم، كما أن الخطين الساخنين، الذين وضعتهما الوزارة رهن إشارة الطلبة وعوائلهم، لا يشتغلان بالكفاءة المطلوبة، بل هناك من طلب المساعدة ووعد بها دون أن يتلقاها”.
ووجه المركز دعوة إلى وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي للتنسيق مع شركات الطيران لخلق جسر جوي استثنائي، يكون كافيا لنقل كافة الطلبة والطالبات المغاربة العالقين بالدول المجاورة لأوكرانيا وبأثمنة تفضيلية، والحرص على عدم استغلال بعض الشركات لهذه الأزمة لرفع سعر التذكرة.
نرجو منكم متابعة صفحتنا الجديدة