عبد السلام الشامخ
داخل محكمة ممتلئة عن آخرها ضواحي باريس، ظهر أخيرا عبد السلام صلاح، أحد أبرز المتهمين في اعتداءات 13 نونبر 2015، الذي بدا “عازما” على إنكاره كل التهم الموجهة إليه.
ويعتبر صلاح عبد السلام الوحيد الباقي على قيد الحياة من بين أفراد مجموعة “الكوماندوز” التي نفذت اعتداءات 13 نونبر 2015 في باريس. وأظهرت القرائن مشاركته في الإعداد للهجمات وتنفيذها، لكنه تمكن من العودة إلى بلجيكا قبل أن يتم اعتقاله بعد أربعة أشهر في حي مولنبيك ببروكسل.
وطوال جلسة الاستماع، اكتفى المتهم الفرنسي من أصل مغربي بالإقرار بمعرفته بعبد الحميد أباعوض، الرأس المدبر والمنسق للهجمات، بينما نفى شراء أنظمة إطلاق النار، قائلا أمام المحكمة: “لم أفعل أي شيء خاطئ. لقد أفسدتم حياتي”.
وسأل القاضي المتهم الرئيس عن مصلحته في المشاركة في هذه العمليات، فأجاب: “لم تكن لدي أي مصلحة مادية. أتمنى مكافأة من ربي؛ فقد نهى الرسول عن ترك إخوانه من المسلمين. عندما يسألني رب السماوات يوم القيامة عما فعلته، سأجيبه: لقد فعلت ما بوسعي”.
وحاول المتهم تصوير نفسه أنه “سائق بسيط”، وأنه لم يكن يعرف أنه كان يرافق أعضاء “كوماندوز 13 نونبر”، ووصفت مصادر إعلامية عبد السلام صالح يوم الاستماع بـ “المزعج والمتكبر والمتعجرف”.
وقال أمام القضاء الفرنسي إنه كان رجلا عاديا قبل التفجيرات، لاعبا للكازينو وشغوفا بالسيارات الفاخرة، يسعى إلى تطوير نفسه.
وعن تحضيره للتفجيرات الباريسية، أقر بأنه كان ينتقل عبر سيارات متعددة في بلجيكا (بي ام دبليو، أودي، مرسيدس)، كما أن حسابه البنكي كان ممتلئا بالأموال، دون أن يتحدث عن مشاركته الفعلية.
واعترف بأنه التقى بأعضاء “الكومندو” بعد رحلتهم إلى سوريا، وأنهم كانوا يحملون وثائق هوية مزورة، رافضا الإفصاح عن أسماء متهمين محتملين، قائلا: “لن أعطي اسما. أنا لا أساوم”. كما رفض الإدلاء بأسماء المتعاونين الذين كانوا يقدمون له الدعم المادي.
وعن التحقيق الذي باشرته معه الشرطة والإنتربول، قال المتهم إنه “تحقيق فاشل مبني على فرضيات”، وكرر مرات عدة أمام القاضي: “عندما أصمت فذلك ليس جيدًا، وعندما أتحدث فذلك ليس جيدًا أيضا”.
وفي بداية أكتوبر من عام 2015، واجه القاضي المتهم الرئيس بالقول: “ذهبت لاقتناء 5 لترات من الأوكسجين من متجر باريسي حيث تم استخدام سائل لصنع الأحزمة الناسفة للانتحاريين في 13 نونبر”، لكن صلاح أنكر ذلك ولاذ بالصمت.
نرجو منكم متابعة صفحتنا الجديدة