بقلم: خالد فاتيحي
عبّر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، عن رفضه المطلق للحملة التي أطلقها بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة برحيل رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، وقال إنه “لما رأى هذه الحملة تبادر إلى ذهنه أن هناك جهات تقف وراء ذلك، وتحرض على المطالبة برحيل أخنوش ودعوة الناس للخروج إلى الشارع”.
وأضاف بنكيران، اليوم السبت في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني لحزبه، المنعقدة بمدينة بوزنيقة، “اسمحوا لي أخنوش، لدينا موقف منه وقد عبرت عنه وربما كنت أكثر شخص كان قاسيا معه قبيل الانتخابات، وذلك لما اعتبرته في مصلحة بلدي ولمصلحة أخنوش نفسه”.
وتابع “لا يمكن أن شخصا جمعتك به علاقة طيلة خمس سنوات من العمل الحكومي، وربطت معه أيضا علاقات إنسانية أن تغير موقفك منه بين عشية وضحاها”، مشيرا إلى أنه هو من اقترح أن يكون معه وزيرا للفلاحة خلال الحكومة التي ترأسها، لأنه “كان مقتنعا أنه وزير جيد”.
واعتبر بنكيران، أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش “ناجح بمقدار” رغم ما لديه من أخطاء، لأنه “لا يمكن أن يظل على رأس قطاع الفلاحة دون أن يكون وزيرا ناجحا”، ونبّه أمين عام البيجيدي إلى أن هذه الحملة التي تستهدف أخنوش “ربما تكون تصفية للحسابات أو مؤامرات (..)، أنا ما بغيت هذا الشي يوقع في بلادي”.
وشدّد بنكيران “لهذا لا أتفق مع الناس الذي يطالبون برحيل عزيز أخنوش”، واستدرك “طبعا هناك غلاء في الأسعار ونعرف بأنه له أسباب خارجة عن إرادة الحكومة، وكذلك بعض التقصير من الحكومة التي يتعين عليها أن تتخذ إجراءات للحد من ارتفاع الأسعار”، ولا يمكن ألا تُلام الحكومة على ذلك.
وزاد: “ربما المستقبل سيكون أصعب من ذلك، ولكن لا يمكن أن نأتي لحكومة المملكة المغربية التي لم تشهد أي ارتباك منذ أن اعتلى الملك محمد السادس العرش، باستثناء ولاية عباس الفاسي بفعل السياق المرتبط الحراك العربي.
وقال بنكيران إنه “لا يمكن المطالبة برحيل أخنوش بعد 5 أشهر من عمر الحكومة”، وتساءل عما هي الإشارة التي نريد أن نعطيها كدولة مستقرة؟ قبل أن يضيف “طبعا إذا تبين بعد مدة على الأقل بعد مرور سنة أن أخنوش فشل وعجز عن تدبير الشأن العام وتسبب في مشاكل كبرى على غرار ما وقع في 2011 ساعتها كما كان الملك واعيا في انتخابات التي جرت قبل موعدها، فإنه يمكنه أن يعلن عن تنظيم انتخابات جديدة”.
ورفض بنكيران “المزايدة بالشعب”، وقال: “من أراد أن يزايد عليه بذلك من أبناء العدالة والتنمية فله أن يخرج إلى الشارع للتعبير عن ذلك”، مشددا على أن هذا الموقف تبلور لديه نتيجة تفكير عميق واجتهاد، وإذا لم يعجب ذلك أعضاء العدالة والتنمية فإنه مستعد ليتركهم.
وخلص الأمين العام للعدالة والتنمية إلى أنه “لن نغير أخنوش بشخصية أخرى من داخل التجمع الوطني للأحرار، بل ينبغي حينها أن تعاد الانتخابات في الوقت المناسب، لأن هذه هي الديمقراطية”، مسجلا أنه “عندما تعاد الانتخابات فإن العدالة والتنمية سيقبل بالوضعية التي سيحصل عليها سواء حل في المرتبة الأولى أو جاء ثانيا أو حتى في المرتبة الأخيرة، لأنه الحزب لا يكون موجودا بعدد النواب الذين يتوفر عليهم.