لم تخل أكثر المناطق سخونة في العالم من مشاهد تمييز وعنصرية بارزة، حيث اشتكى مجموعة من الطلاب المغاربة، على غرار نظرائهم العرب والأفارقة، من “العنصرية” التي يتعرضون لها خلال رحلات الخروج من أوكرانيا جراء الحرب.
وفي ظل الفوضى التي تعرفها المعابر الحدودية التي تربط أوكرانيا بكل من سلوفاكيا وبولندا، انتشرت صور تظهر قوات الأمن والجيش تمنع بعض الطلاب من عبور الحدود، بسبب لون بشرتهم أو عدم تمكنهم من الحديث باللغة المحلية.
وحسب أشرطة متعددة اطلعت عليها هسبريس، انتقد طلبة مغاربة بعض “الممارسات العنيفة” للشرطة التي منعت عشرات الطلاب الأفارقة والعرب من عبور الحدود، بينما سمحت للأوكرانيين بذلك.
هسبريس تواصلت مع المفوضية الأوروبية بشأن تعرض طلاب ومواطنين مغاربة للتمييز والعنصرية عند الحدود الأوكرانية الأوروبية، التي ردت بأن “أوروبا تقف مع جميع المواطنين الذين يحتاجون إلى الحماية”.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية سيارا بوتوملي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “الاتحاد الأوروبي يلتزم بتأمين الطريق لأي شخص يفر من الحرب في أوكرانيا، بغض النظر عن الجنسية أو العرق أو لون البشرة”.
وأوضحت المسؤولة الأوروبية ذاتها المكلفة بقضايا الهجرة واللجوء أن “الدول الأعضاء وافقت على توفير الحماية الفورية لجميع الأوكرانيين والأشخاص الذين جعلوا أوكرانيا وطنهم الثاني، وكذلك أفراد أسرهم”.
وأضافت قائلة: “نحن على اتصال دائم مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا ومولدوفا لضمان تسهيل الوصول الآمن لمواطني الدول الأخرى”.
وشددت المتحدثة ذاتها، في توضيحها لهسبريس، على أن “العديد من أعضاء المفوضية الأوروبية، بالإضافة إلى الممثل السامي، نائب الرئيس جوزيب بوريل، قاموا بزيارة البلدان المجاورة لأوكرانيا في الأيام الأخيرة لضمان دعم الاتحاد الأوروبي لجهودهم”.
وشددت المفوضة يوهانسون على الحاجة إلى منح حق الوصول إلى الجميع خلال زياراتها الأخيرة إلى بولندا ورومانيا وسلوفاكيا، وتمت طمأنتها بأن رعايا الدول الثلاث يمكنهم الدخول دون أي قيود. كما أنشأت السلطات الأوكرانية خطاً ساخناً لمساعدة الطلاب الأفارقة والآسيويين وغيرهم من الطلاب الراغبين في مغادرة أوكرانيا.
ووفقًا لقرار المجلس الأوروبي، “يجب منح اللاجئين الأفارقة والهنود القادمين من أوكرانيا حماية مؤقتة، إما بموجب التوجيه أو بموجب المخططات الوطنية من الدول الأعضاء”.
وأوضحت المسؤولة الأوروبية أن “هناك العديد من الأشخاص القادمين من خارج أوكرانيا بموجب تأشيرات عمل أو طلاب من إفريقيا أو الهند-وليس لديهم وضع اللاجئ، لا يقعون ضمن نطاق هذا التوجيه، ومع ذلك يجب السماح لهم بدخول الاتحاد الأوروبي، مثل أي شخص آخر فار من أوكرانيا، ويجب أن يحصلوا على استقبال وحماية على الفور. إذا تمكنوا من العودة بأمان إلى بلدهم الأصلي، فسيتعين عليهم العودة إلى ديارهم بأمان. إذا لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم بأمان، فيمكنهم التقدم بطلب للحصول على اللجوء في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي”.