search-icon
  ezgif-5-30c6c77e2e

المغرب يحقق مكاسب “فورية” من قراره الحيادي تجاه الحرب الروسية-الأوكرانية

عادل الوزاني

يبدو بما لا يدع مجالا للشك، أن قرار المغرب المحايد تجاه الأزمة الروسية الأوكرانية، كان صائبا جدا، حيث بدأت المملكة تجني أولى ثماره بعد أقل من 3 أسابيع على اتخاذه، حيث استثناها بوتين من اللائحة السوداء للدول غير الصديقة، والتي تم منع السلطات والشركات الروسية من التعامل معها، وتعويضها بالدول التي لم تقم بأي خطوات عدائية تجاه موسكو.

 

 

 

وفي هذا الصدد، ولتجاوز حظر الطيران الذي فرضته مجموعة من الدول على طائراتها، شرعت الخطوط الروسية في تحويل مسارات رحلاتها المتوجهة إلى أمريكا اللاتينية والكاريبي لتعبر الأجواء المغربية، كما بات عدد من هذه الطائرات يتوقف بمطارات المملكة للتزود بالوقود.

 

 

 

غير أن مطارات المغرب لن تكون فقط محطات عبور فحسب، بل ستصبح وجهات مفضلة للسياح الروس، بعدما حثتهم سلطات موسكو على قضاء عطلاتهم في بلاد الشمس والبحر والصحراء، وهو ما سيشكل دفعة كبيرة للقطاع السياحي المغربي، خاصة وأن الروس كانوا يفضلون وجهات أخرى في وقت سابق.

 

 

 

الموقف الديبلوماسي المغربي الصائب مكن من المحافظة على استمرار العلاقات الاقتصادية بين البلدين بشكل طبيعي، رغم أن الحرب الروسية الأوكرانية أعادت تشكيل التجارة العالمية وسلسلة التوريد، بعدما فرضت الدول الغربية عقوبات اقتصادية ومالية شديدة على موسكو.

 

 

 

وترى موسكو في الرباط أحد أهم شركائها في القارة الإفريقية، إذ تشهد الصادرات الروسية نحو المغرب توجهًا إيجابيًا، فقد زادت بنسبة 20 بالمئة العام الماضي، وفق تصريح أدلى به الممثل التجاري للفدرالية الروسية في المغرب.

 

 

 

هذا وبات من الواضح جدا أن الأزمة العالمية التي تسببت فيها الحرب الروسية الأوكرانية، ستمكن الرباط وموسكو من تحقيق مصالحهما الخاصة بوتيرة أسرع من المتوقع، حيث ستزيد من فرص المغرب في إيجاد شريك قوي يقلل من ارتباطه بالاتحاد الأوروبي، بينما ستستفيد روسيا من بروز المملكة المغربية كقوة اقتصادية إقليمية في إفريقيا، يجعل منها بوابة محتملة للاستثمار الأجنبي المباشر الروسي في القارة السوداء.

نرجو منكم متابعة صفحتنا الجديدة