كشف القضاء الإسباني تطورات جديدة في مجريات التحقيق في قضية إدخال زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، بهوية مزورة إلى إسبانيا، مؤكدا أنه دخل إسبانيا بهويتين مزورتين، و ليس بهوية واحدة، كما راج في السابق.
و أكدت صحيفة “ABC” الإسبانية، أن هاتين الهويتين المزورتين تم استخدام إحداهما لنقله بواسطة سيارة إسعاف من قاعدة سرقسطة، و الهوية الأخرى عندما تم نقله إلى مستشفى لوغرونيو.
وحسب ، الوثائق التي قالت “ABC” حصلت عليها، فقد تم تقديم زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، سرا إلى المستشفى في إسبانيا بهوية مزورة، مؤكدة أنه لم يستعمل واحدة فقط، بل اثنتين، حيث يظهر في الإجراءات التي وجهها قاضي سرقسطة رافائيل لاسالا، حول تلك العملية السرية التي أدارتها حكومة بيدرو سانشيز، أن لاسالا وجد أدلة على المراوغة والتستر والبطلان في العملية المذكورة.
وأشارت الصحيفة نفسها، إلى أن التحقيقات القضائية كشفت أن غالي دخل تحت اسمين وهميين لإخفاء وجوده في إسبانيا، حيث كان في ذلك الوقت لديه قضايا عالقة في المحكمة الوطنية العليا لإسبانيا، حيث خضع قبل سنوات للتحقيق بتهمة الإرهاب و التعذيب و الإبادة الجماعية، ضمن لائحة جرائم أخرى.
وأكدت الوثائق نفسها، تضيف”ABC”، أنه تم إخفاء غالي في السجلات الإدارية الإسبانية بهاتين الهويتين المزيفتين، في دجنبر الماضي، إذ كشف التحقيق القضائي عن تسجيل غالي في المستشفى العام في لوغرونيو بجواز سفر مزور، باسم محمد بن بطوش، “سفير الجزائر المتقاعد” المزعوم.
موردة أنه خلال رحلته إلى لوغرونيو، استخدم غالي اسمًا آخر، كما ورد في تقرير العمل لسيارة إسعاف “ريوجان” التي نقلت غالي من قاعدة سرقسطة الجوية، إذ تم تسميته في هذا الجزء باسم آخر، هو محمد عبد اللّه، وهي هوية تتوافق مع هوية مزورة أخرى تم استخدامها سابقًا في الجزائر لإخفاء دخول غالي إلى مستشفى جزائري.
ويأتي هذا التطور في التحقيقات، بعدما أشار القاضي رافائيل لاسالا، الذي يحقق في دخول زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، إلى إسبانيا لكون الأمر يتعلق بـ”التعامل مع حالة مرضية خطيرة”، مؤكدا على مسؤولية رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، في الموضوع باعتباره مسؤولاً عن دخول غالي، ولم يتم إبلاغ المحكمة بوصوله إلى الأراضي الإسبانية.
وقال القاضي لاسالا، في بلاغه الذي نشرته صحيفة “إلباييس” واسعة الإنتشار، إن “التحقيقات تؤكد أن رئيس الحكومة وجه هذا العمل المشترك”، مع رفع رئيس محكمة التحقيق رقم 7 في سرقسطة اتهام الدبلوماسي، كاميلو فيلارينو، رئيس أركان وزيرة الخارجية آنذاك، أرانشا غونزاليس لايا، لكنه أبقى على لايا ضمن قائمة المتهمين، استجابة لاستئناف المدعي العام الذي طلب الفصل الحر لكليهما.
وجاءت هذه التطورات القضائية، في ظل ما تعيشه علاقة المغرب و إسبانيا من تأرجح دبلوماسي بسبب الأزمة الدبلوماسية التي يعيشها البلدان منذ أولى شراراتها التي اندلعت بعد استقبال إسبانيا، أبريل الماضي، لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي بهوية مزورة، و خفية ، دون إخطار المغرب، وهو ما أجـج الأزمة التي تطورت إلى استدعاء المغرب لسفيرته والتي لم تعد بعدُ لمباشرة مهامها إلى الآن.
نرجو منكم متابعة صفحتنا الجديدة