الجزائر تكثف تحركاتها لضمان تواجد الانفصاليين في “قمة أوروبا- إفريقيا”

استعداد دبلوماسي “مكثف” تقوده الجزائر لضمان تواجد ممثلي جبهة البوليساريو الانفصالية في أشغال القمة الأوروبية الإفريقية، التي من المرتقب أن تنعقد يومي الـ17 والـ18 من شهر فبراير الجاري بالعاصمة الأوروبية بروكسل.

 

 

ومن المتوقع مشاركة جبهة البوليساريو تحت يافطة ما يسمى بـ”الجمهورية الصحراوية” بالقمة الإفريقية الأوروبية؛ وهو حضور سيتم تسويقه من طرف آلة إعلام النظام العسكري الجزائري على أنه اعتراف بشرعية “مفقودة”، وفق مراقبين.

 

 

 

محمد الطيار، الباحث في الشأن الأمني، اعتبر أن حضور ” البوليساريو ” من عدمه في الحقيقة يشكل “لا شيء”، ولم يعد أمرا تعره المملكة أي اهتمام.

 

وأشار المحلل، في تصريح لهسبريس، إلى أن الملك محمدا السادس سبق أن حضر وشارك في قمة ساحل العاج سنة 2017، على الرغم من تسلل “البوليساريو” إلى القمة بترتيب من الجزائر، بصفتها عضوا في منظمة الاتحاد الإفريقي، مع أن الدولة المضيفة رفضت استدعاءها، ولم يعر المغرب لحضورها أي أهمية تذكر.

 

وقد صرح مسؤولو الاتحاد الأوروبي مرات عديدة بأن حضور “البوليساريو” في بعض اللقاءات لا يعني أن دول أوروبا تعترف بها كدولة، فحضورها مرتبط فقط باستمرار “عضويتها ” بالاتحاد الإفريقي.

 

 

 

وتابع المتحدث ذاته قوله: “حضور “البوليساريو” أصبح يمثل إحراجا كبيرا لإفريقيا؛ فقد سبق أن شكل تسللها وإقحامها بتوظيف أشكال التدليس والتزوير من طرف مخابرات النظام العسكري الجزائري سببا في فشل العديد من اللقاءات”.

 

 

 

وعاد الخبير في الشأن الأمني إلى سنة 2016، حيث كان إقحام “البوليساريو” في القمة العربية الإفريقية الرابعة بغينيا الاستوائية وراء انسحاب تسع دول عربية من أشغال القمة، باعتبار أن الأنشطة التي تجمع الدول الإفريقية مع غيرها لا بد أن ينسجم مع القانون الدولي وأن يقتصر فقط على الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة.

 

واستطرد الباحث ذاته أن حوالي 70 في المائة من الدول الإفريقية لا تعترف بالجمهورية الوهمية، والدول الأوروبية كلها لا تعترف هي الأخرى بالخرافة التي صنعها النظام العسكري الجزائري.

 

وختم قوله: “بقاء البوليساريو في المنظمة الإفريقية تحت يافطة “جمهورية الصحراء” ليس إلا مسألة وقت، وسوف تعالج إفريقيا جرحها بإسقاط عضوية وهمية شكلت لها طيلة عقود عقدة وحرجا، واستمرار تواجد يافطتها يتعارض كليا مع مقتضيات القانون الدولي؛ فمن المفروض أن يضم الاتحاد الإفريقي فقط الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة”.