تعيش العلاقات الإسبانية- الجزائرية توترا غير مسبوق، منذ إعلان مدريد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي، كحل وحيد للنزاع المفتعل حول قضية الصحراء.

 

 

ولجأت الجزائر إلى ورقة الغاز لابتزاز جارتها إسبانيا؛ إلا أن الأخيرة يبدو أنها تبحث عن بدائل أخرى تغنيها عن إبتزازات جنرالات قصر المرادية.

 

 

 

وفي هذا الصدد، يقوم أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني، يوم غد الثلاثاء 17 ماي الجاري، بأول زيارة رسمية إلى إسبانيا، تستغرق يومين، وسط ترقب أن يطرح الغاز القطري كبديل عن الجزائري على طاولة المفاوضات بين مسؤولي البلدين.

 

 

 

ويظهر أن موضوع الغاز سيكون حاضرا بقوة في زيارة الأمير القطري إلى مدريد، بالنظر إلى طبيعة الوفد الكبير الذي يرافقه، والذي يضم كلا من نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير المالية والصناعة والتجارة وممثل الدولة لشؤون الطاقة.

 

 

 

وقد تكون الزيارة أيضا موضوع مفاوضات لنقل الغاز القطري نحو المغرب، في اتجاه عكسي عبر أنبوب الغاز المغاربي، الذي توقف العمل به، منذ أن قررت الجزائر ، من جانب أحادي، شهر أكتوبر الماضي، وقف تمرير الغاز عبره، وبالتالي عدم استفادة المغرب من حصته من الغاز الجزائري التي يحصل عليها كحقوق على هذا الأنبوب المار عبر أراضيه.

 

 

 

وتعد قطر أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال في العالم. حيث تجاوزت صادراتها 7.5 مليون طن، خلال شهر أبريل الماضي ، وفقا لإحصائيات “بلومبيرج”، لتتخطى المُورد التقليدي الولايات المتحدة لأول مرة.

 

 

وبلغت واردات إسبانيا من الغاز القطري، بين يناير ونونبر من العام الماضي، نسبة 6.4 في المائة وتعتبر خامس مورد لاسبانيا بهذه المادة، فيما وصلت مساهمة الجزائر 44 في المائة في نفس الفترة، إلا أن الجزائر، هددت مؤخرا، بقطع هذه المادة الحيوية عن إسبانيا، في حال ثبوث تصدير ولو نقطة منه إلى المغرب.

 

وعليه، قد تصير قطر بديلا للمغرب وإسبانيا في نفس الوقت، حيث شددت الدوحة على أن موضوع الطاقة سيكون ضمن أجندة زيارة الأمير القطر إلى مدريد، التي تتضمن كذلك توقيع اتفاقيات مهمة في مجال التعاون التجاري والاستثمار، بالإضافة إلى موضوع تنظيم كأس العالم قطر 2022.