تتزايد المخاوف الإسبانية من التسلح المتسارع للمغرب في الآونة الأخيرة، وتجهيز العتاد العسكري للجيش المغربي بأحد الأسلحة المتطورة التي تستعمل في الحروب العصرية، وهو ما انعكس بشكل جلي على ما تخطه الصحافة الإسبانية عن هذا التسلح.
وفي هذا السياق، أوضحت صحيفة “لاراثون”الإسبانية، أن إسبانيا تراقب منذ بضع سنوات الوضع في مضيق جبل طارق، وهو أحد النقاط الرئيسية للحركة البحرية العالمية وعنصر أساسي لدور إسبانيا الجغرافي الاستراتيجي، الذي أصبح أكثر تعقيدًا.
وأشارت الصحيفة نفسها، إلى أن هذا المضيق يمر منه حوالي 100000 سفينة كل عام، وهو ما يمثل أكثر من 10 بالمائة من حركة المرور الدولية، علاوة على أنه ممر إلزامي للسفن العسكرية لجميع القوى العظمى، بما فيها تركيا، إيطاليا، فرنسا، الأسطول السادس للولايات المتحدة أو الأسطول الأسود، الأسطول البحري للبحرية الروسية، بالإضافة إلى الجزائر والمغرب، وإسبانيا.
موردة أن القوات المسلحة الإسبانية طالما حلمت لسنوات بالحصول على طائرة F-35 التي ينوي المغرب اقتناءها، والتي تعد بالنسبة للكثيرين أفضل طائرة مقاتلة في العالم والتي تمتلكها العديد من الجيوش الغربية، مثل الولايات المتحدة وإيطاليا وألمانيا والنرويج واليابان وإسرائيل، هولندا والمملكة المتحدة، حيث طلبت السلطات الإسبانية رسميًا معلومات في عام 2021 بشأن شراء محتمل لطائرة مقاتلة من طراز F-35B للبحرية.
ونبه المنبر ذاته، إلى أن طائرة “F-35” هي الطائرة الوحيدة في الوقت الحالي التي تسمح بالهبوط والإقلاع العمودي، مبدية مخاوف إسبانيا من تسلح دول شمال إفريقيا، التي خضعت لعملية إعادة تسليح كبيرة في السنوات الأخيرة، خاصة المغرب والجزائر.
وتابع المصدر ذاته، أنه على الرغم من عدم وجود شيء مؤكد حتى الآن، تؤكد مصادر مختلفة، حسب “لاراثون”، أن المغرب يدرس شراء طائرة F-35، إذ قالت الصحيفة أن “المغرب كان سيطلب من إسرائيل إقناع الولايات المتحدة بالسماح لها ببيع طائرة F-35، ردًا على الجزائر، والتي بدورها ستكون في مفاوضات مع روسيا لشراء 14 طائرة مقاتلة روسية من طراز Su-57 ، المقاتلة متعددة المهام، المصنفة ضمن الجيل الخامس صنعتها شركة Sukhoi، وهي أكثر الطائرات الشبحية اكتمالا في العالم، حيث ستكون المنافس المباشر للطائرة F-35”.
وإذا تم تأكيد شراء هذه الطائرة، يسترسل المنبر نفسه، فسيكون المغرب في وضع متفوق على الأسطول الجوي الحالي لإسبانيا من طائرات F-16، منبها(المنبر) إسبانيا إلى ضرورة الالتحاق بركب التسابق نحو التسلح بين المغرب والجزائر والذي تصاعد مع التوترات الأخيرة بينهما، منذ قطع الجزائر من جانب واحد العلاقات الدبلوماسية مع المغرب.
وخلصت “لاراثون” إلى أنه “ليس من المستغرب ما تبديه القوات المسلحة الإسبانية من قلق بشأن هذا الوضع، على الرغم من أن القوة الجوية الإسبانية تمتلك مقاتلة “يوروفايتر” الحديثة والأكثر خبرة من طراز إف 18، إلا أنها ليست أقوى من مقاتلات الجيل الخامس، مثل مقاتلات إف -35 وسو -57.