هولندا : افطار جماعي يجمع مغاربة ويهود في حفل “ميمونة” بأمستردام

نظمت جمعية الصداقة بامستردام بتنسيق مع مصالح القنصلية العامة للمملكة المغربية بامستردام افطار جماعي يوم السابع والعشرين من رمضان المبارك، احتفالا بعيد “ميمونة”، حضره عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بامستردام و نواحيها و ممثلين عن الجالية اليهودية و المسيحية و شخصيات هولندية تمثل جمعيات المجتمع المدني.

و في كلمة له بهده المناسبة، أكد القنصل العام للمملكة المغربية بامستردام السيد محمد متوكل ان عيد ميمونة ظل لمدة قرون عيد مغربي بامتياز حافظ المغاربة بمختلف دياناتهم على الاحتفال به في إطار من التعايش و التسامح و الايخاء لتكريس مبدأ التعايش السلمي و التآخي بين اليهود و المسلمين.

 

مذكرا بالرعاية المولوية السامية التي يوليها أمير المؤمنين الملك محمد السادس لرعاياه من أبناء الجالية المغربية اليهودية، وكذا حرصه على حفظ الموروث اليهودي المغربي، لأهميته في إغناء التراث المغربي وإشعاعه.

 

كما أشار نفس المتحدث إلى أن اليهود المغاربة ظلوا على مدى قرون مرتبطين بوطنهم المغرب حيث ظل السلاطين المغاربة يوفرون لهم الحماية و يتمتعون بكل حقوق المواطنة الكاملة دون تمييز وصولا إلى الدولة العلوية الشريفة حيث رفض المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه تسليم اليهود المغاربة لمعسكرات النازية معتبرا إياهم رعاياه الأوفياء. و هو ماصار عليه المرحوم الحسن الثاني طيب الله ثراه وجلالة الملك محمد السادس من خلال الحفاظ على الثرات اليهودي المغربي بترميم العديد من المزارات و الاضرحة و إدراج تدريس الثقافة اليهودية في مناهج التعليم بالمملكة المغربية.

 

 

مذكرا في هذا الصدد بعدد من المبادرات والمشاريع التي أطلقها الملك، كمشروع بناء متحف ثقافي يهودي في مدينة فاس، وكذا تنظيم انتخابات الممثلين المحليين للجالية اليهودية المغربية، التي لم تجر منذ عام .

 

وتناول الكلمة خلال هذا الإفطار السيد سيمون بورشتاين، الذي أكد أن هذه الأمسية شكلت مناسبة لجمع المغاربة بمختلف انتماءاتهم بهولندا، من أجل تقاسم أطباق ولحظات تآخٍ في أجواء احتفالية، مشيراً إلى أن هذا العيد اليهودي المغربي الصرف، والحامل لقيم الإيمان، يعكس بشكل صريح أن التسامح وتقريب الشعوب والعيش المشترك لا يزال ممكناً.

 

من جهته السيد احمد المسري رئيس مؤسسة الصداقة بامستردام أبرز أهمية تنظيم مثل هذه اللقاءات ، و التي تجمع كل المواطنين باختلاف انتماءاتهم الدينية و العرقية في جو من الود و التآخي ،وأكد أن “هذا الحفل نُظِّم لضرب المثل للعالم بأسره على أن الأخوة والتسامح موجودان بين الشعوب والطوائف، وأننا نعيش بالفعل معاً”.

 

وجدير بالذكر أن عيد “ميمونة” هو تقليد يهودي-مغربي عريق، يتم الاحتفال به يوم 23 و24 ابريل من كل سنة بعد انتهاء عيد “الفصح”،بدأ الاحتفال به قبل ثلاثة قرون، ويعتبر مناسبة لالتقاء الجالية المغربية المسلمة واليهودية للاحتفال بهذا العيد الذي بقي محفوظا في الذاكرة الجماعية لليهود المغاربة، لكونه مناسبة للتزاور وصلة الرحم بين المسلمين وجيرانهم اليهود، وأيضا من أجل مباركة العيد لهم وتقديم الهدايا والطعام.

 

 

 

وبخلاف الجالية اليهودية المغربية في امستردام التي تحتفل بهذا المهرجان علانية منذ سنوات عديدة،فإن الجالية اليهودية المغربية احتفلت بهذا العيد علنا للمرة الأولى في باريس سنة