طالبت المديرية العامة للأمن الإسباني رئاسة الحكومة الإيبيرية إلى اتخاذ استراتيجية أمنية مستعجلة لإيجاد حل للوضع المقلق، وذلك عبر إعطاء موضوع الهجرة من الضفة الجنوبية أهمية كبرى في السنوات المقبلة.
وكانت المديرية العامة للأمن الإسباني قد دعت الحكومة المركزية إلى العمل على حماية السياجات الحدودية بكل من مليلية وسبتة لما تتميز به المدينتين المحتلتين من موقع استراتيجي.
ونبه رئيس الوزراء إلى الزيادة التي يمكن أن تكون في تدفقات الهجرة نحو أوروبا خلال الأشهر المقبلة، حيث طالب بالاهتمام بالثغرين وإيلائهما عناية خاصة من طرف الإدارة العامة للدولة، من أجل ضمان سلامة المواطنين، مضيفا أن المدينتين تتميزان بخصوصية في القارتين الإفريقية والأوروبية.
كما تم التأكيد على ضرورة نهج استراتيجية جديدة للأمن القومي بمليلية و سبتة، وذلك بغية تجاوز كل المشاكل التي تطرحها الهجرة غير الشرعية بالمنطقة عن طريق إحداث نظام معلوماتي شامل على مستوى الإدارة العامة للدولة، يمكنها من خلاله الاطلاع على تدفقات الهجرة في الوقت المناسب.
وشددت المديرية العامة للأمن القومي الإيبيري كذلك على أهمية الزيادة في الموارد البشرية المتخصصة لإدارة العمليات الجديدة بالمحتلتين.
وسلطت الاستراتيجية الضوء على ضرورة تحقيق المزيد من الاتساق في إدارة الهجرة غير النظامية ، ذلك أنه تم الاقتراح على الحكومة بزيادة التعاون مع بلدان المنشأ والعبور، على رأسها بلدان المغرب الكبير والساحل والغرب الإفريقي.
وترى إسبانيا بأنها ستعيش تحديات كبيرة لإدارة كل هذه الأعداد من المهاجرين غير النظاميين بسبتة ومليلية، اعتباراً لحالة عدم الاستقرار السياسي التي تعيشها العديد من بلدان الجوار، و هو الأمر الذي يستلزم الاتفاق على سياسة هجرة مشتركة لتجنب ما يمكن أن يسفر عن ذلك من تبعات اقتصادية واجتماعية وسياسية وبيئية للظاهرة.
ودفعت التطورات الأمنية التي تعرفها المعابر الحدودية بسبتة ومليلية السلطات الإسبانية إلى فتح قنوات التواصل مع المملكة المغربية قصد مواجهة “موجات الهجرة” المكثفة خلال الأيام الفائتة، نظرا إلى تسلل مئات المهاجرين غير النظاميين إلى المدينتين المحتلتين في ظرف زمني قصير.
وحاول نحو 1200 مهاجر، الخميس الفائت، عبور السياج العالي إلى مدينة مليلية المحتلة، ونجح 350 منهم في تحقيق ذلك، كما أعلنت إدارة الثغر أن 2500 مهاجر سعوا قبل أربعة أيام إلى القيام بنفس الخطوة إلا أن ما يقارب 500 منهم فقط هم الذين تمكنوا من العبور.