إسبانيا تختار مصالحها وتدير ظهرها للغاز الجزائري

كشفت وسائل إعلام إسبانية أن مدريد أضحت تعتمد على الغاز المستورد من الولايات المتحدة الأمريكية بشكل أكبر من الغاز الجزائري، وذلك عقب التوتر بين البلدين (الجزائر وإسبانيا) بسبب دعم حكومة بيدرو سانشيز للحكم الذاتي بالصحراء المغربية.

وحسب ما أكدته صحيفة “أوكي دياريو” فإن الصعوبات التي باتت تواجه استيراد الغاز الجزائري لإسبانيا، وخاصة بعد إعلان الجزائر نيتها رفع السعر، وإغلاق الأنبوب المغاربي (المار عبر المغرب)، حولت الأمر ل”مهمة صعبة ومكلفة”.

 

 

 

وأوضحت الصحيفة الإسبانية أن تكلفة نقل الغاز الأمريكي عبر المحيط الأطلسي، أقل من نظيره الجزائري، مما ساهم في رفع استيراد الغاز الأميركي إلى إسبانيا ليصل إلى 43 في المئة فيما كمية الغاز الجزائري المستورد من إسبانيا تمثل 30 في المئة.

 

وتؤكد مصادر “أوكي دياريو” أن زيادة اهتمام إسبانيا بالغاز الأمريكي نابع من كونها “تنتج الغاز الصخري وهو غاز تكلفة إنتاجه رخيصة جدا ما يسمح ببيعه بثمن أقل من الغاز المسال، وهو ما يجعل استيراده أرخص للبلدان الأوروبية”.

 

 

 

وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي أعلنت الجزائر قرارها بإعادة التفاوض مع المسوقين الإسبان، وبالتالي إمكانية رفع الأسعار، أكدت أمريكا أنها “ملتزمة بعقودها طويلة الأمد”.

 

وكانت مجموعة النفط والغاز الجزائرية العامة “سوناطراك” قد أكدت في مارس الفارط أنها لا تستبعد “مراجعة حساب” سعر الغاز المصدر إلى إسبانيا.

 

وصرح المدير العام لـ”سوناطراك”، توفيق حكار، لوكالة الأنباء الجزائرية (وأج) أنه “منذ بداية الأزمة في أوكرانيا، انفجرت أسعار الغاز والبترول. وقد قررت الجزائر الإبقاء على الأسعار التعاقدية الملائمة نسبيا مع جميع زبائنها. غير أنه لا يستبعد إجراء عملية مراجعة حساب للأسعار مع زبوننا الإسباني”.

 

 

 

وكان الخبير في العلاقات الدولية أحمد نور الدين، قد أكد في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية أن إسبانيا تدرك أن النظام الجزائري متقلب ومزاجي وغير موثوق به، ودليل ذلك إغلاقه لأنبوب الغاز الذي يعبر المغرب نحو إسبانيا في عز أزمة الطاقة الأوروبية بسبب غزو روسيا لأوكرانيا.

 

 

ويرى المحلل السياسي أن تلويح الجزائر باستعمال ورقة الغاز لابتزاز إسبانيا في قضية الصحراء “لن تقبله مدريد ولا حلفاؤها الأوروبيون”.

“كما أن إعلان موسكو إجراء مناورات عسكرية مع الجزائر في نونبر القادم على الحدود المغربية، وهي رسالة واضحة من الجزائر مفادها أن حكام الجزائر اختاروا معسكرهم وتحالفهم الدولي مع موسكو في ظل الصراع الحالي بين أوروبا والولايات المتحدة ضد روسيا بسبب غزو أوكرانيا” يواصل نور الدين.

 

وأبرز المتحدث ذاته أنه في مقابل نظام جزائري متقلب “نجد المغرب الذي يحظى منذ قرابة عقدين من الزمن بوضعية حليف استراتيجي لحلف الناتو من خارج الحلف، حي برهن على أنه شريك موثوق في الحرب العالمية على الإرهاب وفي مكافحة الهجرة غير النظامية حيث تراجعت هذه الأخيرة حسب الأرقام الإسبانية بثمانين بالمائة”.

 

وأردف المتحدث ذاته “إضافة إلى كون المغرب تربطه تحالفات قوية مع حلفاء إسبانيا سواء في محيطها الأوروبي أو الأمريكي أو دول الخليج والدول الإفريقية، أمام هذا المشهد لا يمكن أن تخطئ إسبانيا في حساباتها واختيار تحالفاتها”.